سورة الزمر - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


{فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (26)}
{فَأَذَاقَهُمُ الله الخزى} أي الذل والصغار {وَقَالَ إِنَّمَا اتخذتم} كالمسخ والخسف والقتل والسبي والإجلاء وغير ذلك من فنون النكال، والفاء تفسيرية مثلها في قوله تعالى: {فاستجبنا لَهُ فنجيناه} [الأنبياء: 76] {وَلَعَذَابُ الاخرة} المعد لهم {أَكْبَرَ} لشدته وسرمديته {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} أي لو كانوا من شأنهم أن يعلموا شيئًا لعلموا ذلك واعتبروا به.


{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)}
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هذا القرءان} العظيم الشأن {مِن كُلّ مَثَلٍ} يحتاج إليه الناظر في أمور دينه {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} أي كي يتذكروا ويتعظوا أو مرجوا تذكرهم واتعاظهم، والرجاء بالنسبة إلى غيره تعالى والتعليل أظهر.


{قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)}
{قُرْءانًا عَرَبِيًّا} حال من هذا والاعتماد فيها على السفة أعني عربيًا وإلا فقرآنًا جامدًا لا يصلح للحالية وهو أيضًا عين ذي الحال فلا يظهر حاله فالحال في الحقيقة {عَرَبِيًّا} وقررنًا للتمهيد ونظيره جاء زيد رجلًا صالحًا، قيل وذلك نزلة عربيًا محققًا.
وجوز أن يكون منصوبًا قدر تقديره أعني أو أخص أو أمدح ونحوه، وأن يكون مفعول {يَتَذَكَّرُونَ} وهو كما ترى {غَيْرَ ذِى عِوَجٍ} لا اختلال فيه بوجه من الوجوه وهو أبلغ من مستقيم لأن عوجًا نكرة وقعت في سياق النفي لما في غير من معناه، والاستقامة يجوز أن تكون من وجه دون وجه ونفي مصاحبة العوج عنه يقتضي نفي اتصافه به بالطريق الأولى فهو أبلغ من غير معوج، والعوج بالكسر يقال فيما يدرك بفكر وبصيرة والعوج بالفتح يقال فيما يدرك بالحس، وعبر بالأول ليدل على أنه بلغ إلى حد لا يدرك العقل فيه عوجًا فضلًا عن الحسن، وتمام الكلام مر في الكهف. وقيل المراد بالعوج الشك واللبس، وروى ذلك عن مجاهد وأنشدوا قول الشاعر:
وقد أتاك يقين غير ذي عوج *** من الإله وقول غير مكذوب
ولا استدلال به على أن العوج عنى الشك لأن عوج اليقين هو الشك لا محالة، والقول في وجه الاستدلال أن الشاعر فهم هذا المعنى من الآية لأنه اقتباس وإذا فهمه الفصيح مع صحة التجوز كان محملًا تعسف ظاهر لأنه لم يتبين أنه اقتبسه منها ولو سلم يكون محتملًا لما يحتمله العوج في النظم الذي لا عوج فيه، وقد يقال: مراد من قال أي لا لبس فيه ولا شك نفي بعض أنواع الاختلال، وعلى ذلك ما روى عن عثمان بن عفان من أنه قال: أي غير مضطرب ولا متناقض وما قيل أي غير ذي لحن. وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: غير ذي عوج غير مخلوق ولعله إن صح الخبر تفسير باللازم فتأمل.
{لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} علة أخرى مترتبة على الأولى.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12